الأحد، 22 فبراير 2009

رحماك ربي




ان الرحمة الالهية تتجلى في جميع جزئيات حياتنا صغيرة كانت ام كبيرة .. و لله المنة و اللطف في كل نعمة نتمتع بها احسسنا بها ام لم نحس بها .. نعم الله علينا كثيرة الى درجة لا نستطيع ان نحصيها .. فالحواس الخمس بحد ذاتها نعم عجيبة و غريبة لا نوفي شكر واحدة منها مهما قمنا من الحمد و الشكر و التذلل لله الوهاب .. و الحمد و الشكر و التذلل بحد ذاته نعمة مع باقي النعم التي نحن بحاجة اليها و ليس الله .. فرب العالمين لا يحتاج الى صلاة و لا الى شكر و لا الى اي من اعمالنا المتواضعة في جنب الله .. بل نحن المحتاجون المفقراء .
الله الذي يعطي رحمة و رأفة بعبده كل النعم .. الله الذي يرزق المسلم و المسيحي و اليهودي و الكافر و المشرك .. المحسن و المسيئ .. المذنب و العاصي و العاق و السكير و اللص و الخبيث و الطيب و الجيد و السيء .. لا يفرق بين عطاءه و لا يحرم احد من خلقه من نعمه .. كم هو عظيم هذا الرب الذي نشتغل بحب غيره عن حبه و عشقه لنا .. و لا نتجاوب معه حبا و شوقا و شغفا .
يذكر انه كان خليل الله ابراهيم صلوات الله عليه و على نبينا و آله .. لا يأكل وحده ابدا و في يوم من الايام و بعد ان اعد الطعام خرج الى السكة فاصطحب احد الناس الى مائدته و عندما اراد ان يأكل قال له قل : بسم الله الرحمن الرحيم .. فقال الرجل : لن اقول .. فقال له يجب ان تقول او لا تأكل .. فرمى الرجل اللقمة و خرج .. فنزل الوحي مؤنبا للخليل .. لقد اطعمناه طيلة حياته و لم نسأله شيئا فلم منعته من الطعام ؟؟ فعرف الخليل الدرس و لحق بالرجل و نقل له قول الوحي .. فآمن الرجل .
ان رحمة الله واسعة و كبيرة و كثيرة الى درجة انها تنقسم الى قسمين .. فهناك رحمة رحمانية و رحمة رحيمية .. اما الرحمة الرحمانية فهي النعم العامة التي انعم الله بها على الانسان من الهواء و نعمة استنشاقه و الاكتفاء به .. و الماء و نعمة الارتواء به .. و الغداء و الشبع به .. و السمع و البصر و النظر و الجسد و الحياة و غيرها الكثير من النعم العامة التي تشمل جميع البشر و اما الرحمة الرحيمية هي الرحمة الخاصة بالمؤمنين و اعظمها و اهمها هي ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام و البكاء على الحسين عليه السلام و نعمة الشكر التي يمن الله بها على المخلصين من عباده و الكثير من هذه النماذج الطيبة من النعم التي ترتقي بروح العبد الخالص الى اعلى درجات الرقي و العلو و الايمان و الاحساس بالرابطة الروحية بالله و التلذذ بالعشق الالهي .
و الحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

nada khomeini يقول...

الحمد لله على نعمه وإحسانه حمداً كثيراً
ماأحوجنا في عالم اليوم إلى التفكر في أنفسنا وحياتنا ،لننتبه من غفلتنا
فرحماك ربي
قبل جهنم والنيران .

كنت هنا
كانت لحظة تفكر ،بعيداً عن الدنيا

فدمت حامداً لله موالياً .
موفق